ما الّذي تعلّمناه من خلال اجتماع عمل منظّمة الطّاولة المستديرة للحرّيّة الدّينيّة ومناهضة التّمييز في العراق
السّبت 14 آب 2021
تشير الدّراسات إلى أنّ المجتمعات الّتي تعاني من بيئة عنفٍ واسعةٍ لطالما ترثُ عقليّةً تؤثّر على اتخاذ قراراتها في الحياة اليّومية. والنّتيجة هي أنّ النّاس غالباً ما يكونون أكثر ميولاً لاستخدام العنف كوسيلة لحلّ المشكلات أو النّزاعات. في الماضي، شكّل العنفُ أحد أكثر الطّرق المرغوبة لاستمرار التّغييرات في دول الشّرق الأوسط. فالوضع في العراق وأماكن أخرى مثل سوريا واليمن ولبنان هي بعض الأمثلة حيث يستخدم كلٌّ من النّاس والحكومة العنف كوسيلةٍ لتحقيق أهدافهم السّياسيّة والدّينيّة والعرقيّة
وبحكم تجربتنا، وبصفتنا أعضاء في الطّاولة المستديرة للحرّيّة الدّينيّة ومناهضة التّمييز في العراق ، فقد أدركنا أنّ أسلوب عمل الطّاولة المستديرة هو الأسلوب المثمر والطّريقة الفعّالة لمتابعة التّغييرات في المجتمع دون الّلجوء إلى استخدام العنف. يٌعتبر أسلوب العمل هذا أمراً حيويّاّ لمجتمعاتِ ما بعد الصّراع، وخصوصاً للمجتمعات في الشّرق الأوسط على وجه التّحديد
لقد بنينا أسس الطّاولة المستديرة على بعض المبادئ الأساسيّة الّتي تصيغ عملها لتكون فعّالةً. حيث يحدّد ذلك إطار العمل لتكون بمثابة منصّةٍ فعّالةٍ وملائمة، ويمكنها أن تكون قاعدة انطلاقٍ للعمل الجماعيّ
الكرامة الإنسانيّة والاحترام المتبادل: تم إنشاء الطّاولة المستديرة بهدف تعزيز الحرّيّة الدّينيّة للجميع، وتتكوّن من أشخاصٍ من جميع الأعراف الدّينيّة أو الّذين يتشاركون في الالتزام بالحرّيّة الدّينيّة المبنيّة على كرامة الإنسان والاحترام المتبادل لجميع النّاس
تُعَدُّ الطّاولة المستديرة آليةً مهمّةً لمجموعةٍ واسعةٍ من الجهات الفاعلة لمواجهة التّحديات الّتي تواجه مجتمعاتٍ معيّنةٍ بما في ذلك قيود الحرّيّة الدّينيّة، وانتهاكات حقوق الإنسان، والظّلم الاجتماعي
التّعاون والتّنسيق: تسعى الطّاولة المستديرة إلى تعزيز الحرّيّة الدّينيّة من خلال تنسيق الجهود والتّعاون من أجل التّصدّي للتّحدّيات وتعزيز الحرّيّة الدّينيّة من خلال الأعمال التّعاونيّة التّي لها تأثيرٌ كبير في القانون والثّقافة
واجهت مختلف الجماعات الدّينيّة في العراق أعمالاً عدائيّةً بينها وبين الحكومة والمجتمع، ممّا أجبرها ذلك إمّا على مغادرة البلاد أو النّزوح داخليّاً أو محاولة العيش في ظروفٍ صعبةٍ ضمن مناطق سكنها الأصليّة
ومن أجل منع مثل ذلك العنف، يسعى أعضاء الطّاولة المستديرة بشكلٍ جماعيٍّ لتوحيد الجهود على الصّعيدين الوطنيّ والدّوليّ من أجل إيجاد أفضل الأساليب والحلول العمليّة للقضايا المحدّدة. وإنّ شبكة الطّاولة المستديرة قادرةٌ على دعم المنظّمات غير الحكوميّة المحليّة والدّوليّة وذلك من أجل تعزيز الحرّيّة الدّينيّة بشكلٍ أفضل وومناهضة التّمييز ومنعه
وتعمل الطّاولة المستديرة أيضاً كمركزٍ للتّشاور فيما بين المجتمع المدنيّ والحكومة. وبصفتنا طاولة مستديرة، فيمكننا أن نكون صوتاً جماعيّاً لدعم الخطوات الإيجابيّة الّتي قد تتّخذها الحكومة أو تسعى إلى تغيير المواقف أو الممارسات الّتي تولّد عدم المساواة الدّينيّة. فمن خلال تلك الجهود، يمكننا العمل على تقليل العنف الهيكليّ الّذي يُمَارَس عمداً أو من دون قصد
الحوار والمناقشة: تعمل الطّاولة المستديرة على تطوير ثقافة الحوار والنّقاش الّتي من شأنها أن تعزّز الحرّيّة الدّينيّة، وأن تسعى إلى مناهضة التّمييز دون الّلجوء إلى الإكراه أو النّزاع
تخلق الطّاولة المستديرة مساحةً تساعد على إيجاد حلولٍ عمليّةٍ للقضايا الّتي تمّ إبرازها. تلك إحدى المزايا الرّئيسيّة لمناقشات الطّاولة المستديرة. فيتم تيسيرها بطريقةٍ تسمح للجوّ العام بتعزيز الإبداع في التّفكير الإيجابيّ، وخاصّةً عندما يبحث المشاركون في الطّاولة المستديرة عن حلولٍ محدّدة
وإذا ما تمّت إدارة عمل الطّاولة المستديرة بالشّكلٍ الجيّد والصّحيح، فيمكن لها أن تلعب دوراً كبيراً وأساسيّاً في تعزيز الحرّيّة الدّينيّة ومناهضة التّمييز على المستوى المحلّيّ والوطنيّ، وحتّى الدّوليّ